اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 288
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إعلاء للباطل على الحق وترويجا للضلالة على الهداية وذلك يوم بدر فَسَيُنْفِقُونَها ايضا على هذه النية تتميما لغرضهم الفاسد ورأيهم الكاسد فلا يصلون الى مبتغاهم ابدا وان بالغوا في الانفاق ثُمَّ بعد ما تنبهوا بعدم إفادتها تَكُونُ عَلَيْهِمْ وتصير تلك الصدقة والانفاق المبذول منهم حَسْرَةً متمكنة راسخة في قلوبهم مورثة لحزن طويل لتضييعهم المال بلا ترتب فائدة يبغونها ثُمَّ يُغْلَبُونَ وهذا أعظم مصيبة وَبالجملة الَّذِينَ كَفَرُوا بالله واعرضوا عن دينه ونبيه وكتابه جميعا إِلى جَهَنَّمَ البعد والخذلان وسعير الطرد والحرمان يُحْشَرُونَ ويساقون سوق البهائم نحو المسلخ
وانما يفعل بهم سبحانه هذا لِيَمِيزَ اللَّهُ الناقد البصير لاعمال عباده الْخَبِيثَ المنغمس في الكفر والضلال مِنَ الطَّيِّبِ الصافي عن شوب الكدر مطلقا وَبعد فصله وتمييزه يَجْعَلَ الْخَبِيثَ جملة واحدة بان يضم بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ ويجمعه جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ ويطرحه بعد جمعه وتركيمه فِي جَهَنَّمَ الإمكان وجحيم الخذلان وبالجملة أُولئِكَ البعداء المنغمسون في خباثة الكفر والطغيان هُمُ الْخاسِرُونَ المقصورون على الخسران الأبدي المجبولون على الحرمان السرمدي ليس لهم نصيب من مستلذات الجنان وحظ من لقاء الرّحيم الرّحمن الكريم
قُلْ يا أكمل الرسل لِلَّذِينَ كَفَرُوا تبشيرا لهم ووعدا لا ييأسوا من روح الله وسعة رحمته وجوده عما هم عليه من الكفر والضلال بل إِنْ يَنْتَهُوا ويعرضوا عن الكفر والإلحاد نحو الباطل الزائغ الزائل والميل الى البدع والأهواء الفاسدة الكاسدة من تكذيب الرسل والكتب بالإيمان الخالص عن ظهر القلب ورفع المنازعة والمخاصمة مع رسول الله ومع من تابعه يُغْفَرْ لَهُمْ ويعف عنهم عموم ما قَدْ سَلَفَ منهم من الجرائم والآثام مطلقا وَإِنْ يَعُودُوا على كفرهم ونزاعهم ويرتدوا بعد ايمانهم وصلحهم فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ اى سنن الأمم الهالكة الذين كفروا بالله وخرجوا على رسله فأصابهم ما أصابهم فليتوقعوا
وَبعد ما خرجوا عن عهدهم ونقضوا ميثاقهم وارتدوا على ادبارهم قاتِلُوهُمْ ايها المؤمنون اى المرتدين واستأصلوهم حَتَّى لا تَكُونَ اى لا توجد ولا تبقى فِتْنَةٌ وبقية من شركهم مضلة لضعفاء الأنام وَبعد استئصالهم وانقطاع شركهم وعرقهم يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ الواحد الأحد الذي لا شريك له فَإِنِ انْتَهَوْا بالقتال عن شركهم وكفرهم وأقروا بالإيمان والإطاعة فخلوا سبيلهم فَإِنَّ اللَّهَ المطلع بضمائرهم بِما يَعْمَلُونَ في بواطنهم من الوفاق والنفاق بَصِيرٌ يجازيهم على مقتضى بصارته وخبرته
وَإِنْ تَوَلَّوْا واعرضوا ولم ينتهوا بالقتال عن كفرهم بل قد أصروا عليه وأخذوا أولياء من إخوانهم وشياطينهم واستعانوا منهم بمقاتلتكم ايها المؤمنون لا تبالوا بهم وبمعاونيهم ومظاهريهم فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ القادر المقتدر على وجوه الانتقام مَوْلاكُمْ معينكم ومتولى أموركم نِعْمَ الْمَوْلى موليكم وَنِعْمَ النَّصِيرُ نصيركم وظهيركم
وَبعد ما انتصرتم وظفرتم عليهم اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ منهم وأخذتم مِنْ شَيْءٍ اى مما يطلق عليه اسم الشيء حتى الخيط فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ اى فاعلموا ان خمسه مخرج لله وَيصرف من مال الله خمسه لِلرَّسُولِ المستخلف منه النائب عنه وَبعد انقراضه يصرف الى الولاة المقيمين لحدود الله وسهم آخر منه لِذِي الْقُرْبى المنتمين الى رسول الله من بنى هاشم والمطلب وَآخر حق الْيَتامى الذين لا مال لهم ولا متعهد وَآخر حق الْمَساكِينِ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 288